هل تلعب التوازنات دورًا في تشكيل الحكومة؟
يُراوح ملف تشكيل الحكومة مكانه، في ظلّ العقد التي لا تنتهي بين مختلف القوى السياسية، وخصوصًا بين طرفَي النزاع: الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية.
النزاع القائم لا يختصر أطراف النزاع فقط، فالبلد واسع ومتشعّب، ولكن نظرًا لتخلّي بعض القوى السياسية عن دورها في التشكيل وادّعائها الوقوف على الهامش تحت ذريعة المعارضة، تحوّلت الأنظار نحو الثنائي المتصارع على التشكيل والصلاحيات، الحريري – عون، وبينهما الثنائي الشيعي الذي يبحث عن مخارج وتسويات لإنهاء الأزمة بالرغم من الصعوبات، فكانت جولات ومبادرات اللواء عباس ابراهيم ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالإضافة إلى جهود مكثّفة وغير معلنة يقوم بها “حزب الله”.
المجلس النيابي اللبناني غير مكتمل الحركة، كثيرون يقفون عاجزين، هم أرادوا أن يكونوا كذلك وكأنهم شابوا وضاع شبابهم، ولكن الشاب الذي يستسلم لأزماته في شبابه، يضيع مستقبله؛ وهكذا حال القوى التي تدّعي الوقوف على الهامش، كـ”القوات اللبنانية” وبعض النوّاب المستقلين داخل المجلس، دون أن ننسى حركة المعطلين.
هذه الفئة، ولوقوفها على الهامش، مسؤولة عن تهميش دور شريحة من المواطنين وعن ضرب التوازنات داخل المجلس النيابي، ومن هنا تُطرح أسئلة عدّة:
١- هل بات إنقاذ الوطن رهينة الصراع المسيحي – المسيحي على وطن يترنّح في غرفة الإنعاش، فانكفأت بعض القوى المسيحية لتُسقط الوطن برمته؟
٢- هل أقفل السنّة المستقلون الباب على وجود معارضة سنية لـ”سعد الحريري”، تقول نعم للرأي الآخر في الطائفة السنية؟
٣- هل عاد إلى “وليد بيك” مضجعه بعدما وجد أن التشكيل انكفأ حاليًا ولا داعي للتحرّك من أجل اقتناص حصة؟
٤- ألم تكن فرصة “القوات اللبنانية” أن تعود لتنقذ الجمهورية بالشراكة مع “حزب الله”؟ أم أنهم يعتقدون أنها مرحلة زوال الحزب بتسوية دولية وهمية؟
القوى السياسية المنكفئة ضربت التوازنات داخل البرلمان، وحوّلته إلى مصيدة من أجل تصفية حسابات سياسية على حساب الوطن برمته.
اليوم، لا يمكن لأحد أن ينكفئ أبدًا، والإنقاذ مسؤولية كل من جلس في مقعد وزاري أو نيابي. لا يمكن لأحد أن يضحك على اللبنانيين ويخبرهم أن التسوية هي التي ستقضي على “حزب الله”، لأنه بذلك يكون قد قدّم كل أوراق اعتماده إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أن نهاية لبنان وضعفه أفضل من بقائه بثلاثيته “جيش – شعب – مقاومة”.
أما فئة المعطلين، فعليهم كذلك إثم التعطيل، وإن إنهار البلد سيبدأ من عندهم حيث ستسقط جميع عروشهم، وسيصبحون كغيرهم ممن سقطوا؛ لن يرحمكم التاريخ بسبب التعطيل، جميعكم لديكم وزن في البرلمان، ولكل توازن دور في تشكيل الحكومة.
زكريا حمودان